كيد النساء:عندما عدت من السفر الذي دام ستة سنوات في المهجر، وأنا أقوم بتكوين في تخصص أحببته وتفوقت فيه حطة الطائرة على ارض الوطن. و في المطار وجدت أخي وأمي في انتظاري،وهم كل شوق لي كما أنني كنت جد متلهفة للارتماء في حضن والدتي التي أبعدتني المسافة عنها إلا أنني لم أسجل يوم واحدا لم أكلمها فيه هاتفيا،بل كنت اكلمها في الصباح والمساء وقبل النوم كانت دعواتها لى بالنجاح والفلاح إلا أن أنهيت هذه المهمة بنجاح .عند حملنا الحقائب والتوجهنا لسيارة وأنا اشد على يد والدتي ،كنت متلهفة لمعرفة أخبار كل الأهل، وكانت تجيبني وهي تخفي في نظرتها شيء كنت لا أعرفه وكانت تحط يدها الناعمة على وجهي من حين للأخر وتقول:الحمد لله على السلامة عندما ركبنا السيارة قال لي أخي: أأحضر لك شاي أو قهوة؟ ففضلت الثانية مع قطعة حلوي وماء بارد ،ونحن في الطريق سألت أمي عن صديقتي حكيمة التي انقطعت عني أخبارها فتنهدت الوالدة سأخبرك لاحقا ،ارتاحي الطريق بعيد من المطار إلى مقر سكنانا .
لقد كان المطار يبعد عن مدينتي400كلم ،فأغمضت عيني دون نومي وأنا اطرح أسئلة كثيرة عن صديقتي؟ ولماذا والدتي لم تخبرني شيء عنها ولو بسيط؟؟وعندما اقتربنا من مدينتنا فتحت عيني وأنا فرحة لمشاهدتها من بعيد أشم هوائها وأنا افتح نافذة السيارة ،دخلنا المدينة،انها الظهيرة الجو مشمس ،الناس نيام في القيلولة والشوارع فارغة نوعا ما فلمحت من بعيد صديقتي حكيمة تجلس تحت حائط وهي في حلة يرثى لها طلبت أمي من أخي أن يسرع في السياقة السيارة وما رائيتها حتى صرخت أليست هذه حكيمة؟
قالت أمي:اهدئي بنيتي سندخل للبيت وأخبرك كل شيء عن صديقتك حكيمة .فعلا كنت جد مصدومة لذلك المنظر إنها ترتدي ثياب رثة ،ولا ترتدي خمار ويبدو من منظرها أنها فقدت لعقلها.
بعد أن جلست في قاعة الجلوس وأمي تقول:بنيتي إن حكيمة كما عرافتيها كانت متفوقة في الدراسة .وكانت الأولى على دفعتها في الجامعة، تعرفت عليها فتاة في تلك الفترة وكانت تتقرب إليها بدافع الصداقة والمحبة، إلا أن الغيرة والغل والكيد الذي كانت تخفيه بداخلها و أعمى بصيرتها حتى تمكنت من مخادعة حكيمة وكانت تحضر لها مأكولات وحلويات ومشروبات أحياننا ،يبدوا أنها كانت تدس لها في تلك المأكولات (سحرا) افقدها عقلها فهنا أحسست بغثيان ودوار ذهبت مسرعة لدورة المياه استفرغت كل مأكلته. وأنا أحس بالحسرة لما آلت له الإنسانية وصور الوحشية في صورة بشر، تتربص بكل من يحمل الصدق والعفوية في التعامل، قالت لي أمي لكن تلك الفتاة عقبها الله لأنه يمهل ولا يهمل أصيبت في حادث مرور وهي فاقدة لنطق.( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )
قاطعتها أيوجد أمل لحكيمة ؟قالت نعم إن أهلها يحظرون لها سفريه للعلاج عند امام يتميز بالتقوى وخوف الله فلا تقلقي إنشاء الله تعود لنا بصحة وعافية لا تنسيها بالدعاء في صلاتك للان الدعاء في ظهر الغيب مستجاب وهي تتكلم فإذا آذان المغرب رفع في المدينة رحت توضأت وحملة السجادة وتوجهت للقبلة وأنا أصلي كنت اذرف دموعا ودعوة الله الشفاء لصدقتي الغالية حكيمة.